الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية خبراء يحذّرون: أمننا القومي في خطر بسبب المعارك في ليبيا

نشر في  21 ماي 2014  (10:22)

 تعيش  مدينتي بنغازي وطرابلس اللّيبيين منذ يوم الجمعة الفارط توترا وصراعا لا أحد يدرك إلى أين سيأخذ البلاد، فبعد هدنة قصيرة عاشت بنغازي على وقع الاشتباكات وارتفعت حصيلة القتلى إلى 79 قتيلا هذا عدا عدد الجرحى المقدر بالمئات،وقد اضطرت عديد العائلات إلى مغادرتها تحسبا لعمليات القصف العشوائي التي تعيشها المدينة. وأعلنت  مجموعة من ضباط الجيش الليبي انضمامهم إلى اللواء المتقاعد من الجيش الليبي خليفة حفتر أحد الذين ساهموا في الثورة التي انتهت بسقوط معمر القذافي .كما اندلعت مواجهات عنيفة في مدينة طرابلس منذ صبيحة يوم الإثنين الفارط.
ولعل ما يحدث في ليبيا يهم بلادنا بشكل أو بآخر بحكم الجوار وارتباط المصالح بين البلدين، لذلك اخترنا أن نفسح المجال لكل من المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي والخبير في الجماعات الإسلامية علية العلاني كي يشرحا لنا ما يحدث حقيقة في ليبيا والتداعيات المحتملة لهذا الوضع على بلادنا .لكن قبل ذلك اخترنا التعريف بشخصية اللواء خليفة حفتر والذي يعتبر من مهندسي ثورة الفاتح من سبتمبر 1969والتي مكنت العقيد معمر القذافي من حكم البلاد قبل أن ينسلخ عن القذافي ويصبح من أشد معارضيه.
خليفة حفتر من الولاء الى الانقلاب؟
ولد خليفة حفتر عام 1949، ينتمي إلى قبيلة الفرجاني الليبية، كان ضمن مجموعة الضباط الليبيين التي أسقطت عام 1969 نظام الملك إدريس السنوسي، منهية بذلك عقودا من الملكية، وهي الثورة الليبية التي أرسى بها القذافي حكمه لليبيا لنحو أربعة عقود
وتذكر بعض المصادر أن حفتر شارك في الحرب العربية ـ الاسرائيلية في أكتوبر عام 1973 عبر مساهمة الجيش الليبي فيها.
وكان حفتر أحد قيادات التدخل العسكري الليبي في التشاد في نهاية الثمانينات من القرن الماضي بسبب الخلاف على إقليم أوزو المتنازع عليه.ومع انقلاب الأوضاع في تشاد، عانت القوات الليبية فيها من نقمة العسكريين التشاديين المتصارعين على الحكم، ونقل حفتر مع عدد من الضباط الليبيين بطائرات عسكرية أميركية إلى الزائير.
ومنذ خروجه من التشاد عام 1988، انشق حفتر عن الجيش الليبي وعاش في الولايات المتحدة لنحو عقدين قبل العودة إلى ليبيا بعد انتفاضة 2011.وقد أعلن مؤخرا أنه سيقوم بتطهير ليبيا من كل المتطرفين والجهاديين معتبرا أن ليبيا أصبحت مرتعا لهؤلاء .

صلاح الدين الجورشي: «ليس مستبعدا انتقال الصراع إلى بلادنا»

اعتبر صلاح الدين الجورشي أن ما يجري في ليبيا خطير جدا وله انعكاسات كبيرة على تونس خاصة إذا خرجت الأمور على السيطرة، وأكد أنه ورغم الاحتياطات التي اتخذت إلى حد الآن فإن الأمر ينبئ بالسوء وهو ماحددهما محدثنا في نقطتين تتمثل الأولى في اضطرار العديد من الليبيين إلى  التوجه لتونس والثانية على المستوى الأمني حيث ينتظر ازدياد ملحوظ لحالة التوتر على الحدود واحتمال انتقال عدد من المقاتلين وتهريب محتمل للسلاح.كما أشار الجورشي أيضا إلى أن ذلك قد يترتب عنه انتقال الاقتتال بين الفرقاء اليبيين فوق التراب التونسي أي بين الضيوف الليبيين المقيمين في تونس وعليه يرى الجورشي أنه على تونس حكومة ومجتمعا مدنيا القيام بجهود لمحاولة إقناع الإخوة الليبيين  بضرورة الإسراع في إطلاق حوار وطني ليبي ويمكننا كتونسيين من تقديم تجربتنا في هذا المجال باعتبارها الحل الوحيد لإنقاذ ليبيا من حالة الفوضى .وعن إمكانية أن تتحول الساحة الليبية إلى ساحة مماثلة  للحالة السورية أفادنا الجورشي أن الفرضية تبدو قائمة ولو أن الحالة الليبية تختلف عن الحال في سوريا باعتبار أن نظام القذافي قد انهار تماما في حين لايزال النظام في سوريا قائما والأقرب حسب رأيه هو توسع دائرة القتال لا قدر الله لتطال معظم المدن الليبية .


علية العلاني الخبير في الجماعات الإسلامية:
«حفتر استغل ضعف الدولة للقضاء على المتشددين»

ذكر لنا الباحث في الجماعات الإسلامية علية العلاني أن خليفة حفتر شن هجومات سابقة  على من أسماهم قوى الرجعية والمتطرفين في ليبيا فمحاولته الأولى في شهر أوت الماضي والثانية  في فيفري وتعتبر هذه المحاولة  الثالثة والأخطر، فهو يحذر من تداعياتها وذلك لعدة أسباب عدّدها في ما يلي أولها أن هذه المحاولة شملت مدينتين رمزيتين للثورة وهما طرابلس وبنغازي كما يتميز هذا الأخير بحرفيته العالية ومهنيته على المستوى العسكري،كما تأتي  هذه المحاولة  في وضع أمني وسياسي متأزم تعيشه ليبيا حيث تسيطر المليشيات على العديد من القطاعات الحيوية كالنفط والأمن, واستغل حفتر أيضا غضب الليبيين من التجاذبات السياسية الحزبية وخاصة من بعض الأطراف في الحكم والتي يتهمها بأن لها علاقات مع التيارات الدينية المتطرفة والمتشددة،  ويضيف محدّثنا: «إذ لا أحد يخفى عليه اليوم أن عديد المليشيات المتطرفة تتخذ من بعض المناطق الليبية معقلا لتدريب المجاهدين ونقلهم إلى سوريا.ويرى العلاني أن حفتر يعتقد أيضا أن التحولات الإقليمية التي حدثت في الفترة الأخيرة تتماشى مع خطته سواء في تونس أو في مصر، كما أن الوضع الداخلي المتميز بالاحتقان يخدم مصلحته فهو يتحرك في إطار وجود حكومة ضعيفة بدليل أن رئيس الوزراء السابق تم اختطافه في لباس النوم، فهيبة الدولة لها من الضعف الذي جعله يتحرك بكل هذه الشجاعة والقوة لأنه يرى أن عودة هيبة الدولة شرط أساسي لعودة الاستقرار الأمني».
أمننا القومي مُهدّد
وحول إمكانية أن يكون لما يحدث الان في ليبيا انعكاسات على أمننا القومي أفادنا علية العلاني أنه يجب على تونس أن تستعد للتطورات القادمة من خلال تكثيف المراقبة على الحدود، ذلك لأن هناك إمكانية لتسرب بعض الإرهابيين الملاحقين من جماعة حفتر إلى الحدود التونسية، علما وأن الجزائر وفي هذا الإطار شددت منذ يومين الرقابة على حدودها مع ليبيا ،كما طالب العلاني بتقوية التنسيق الاستخباراتي هذه الأيام بيننا وبين جيراننا، أما الإجراء الاخر الذي يجب على السلط التونسية اتخاذه هو تشديد المراقبة حتى لا تقوم بعض الخلايا النائمة ببعض العمليات الإرهابية داخل التراب التونسي .
ماذا يريد خليفة حفتر؟
حسب الخبير في الجماعات الإسلامية فإن خليفة حفتر له برنامجان أساسيان هما عودة مؤسسات الدولة للاشتغال وثانيا هو مقاومة التيارات الدينة المتشددة التي أضرت بالأمن والاقتصاد في ليبيا، وحسب العلاني هما 3أنواع خلايا القاعدة المنتشرة في 4مدن ليبية وجماعة أنصار الشريعة وما يطلق عليهم الأفغان العرب بالإضافة إلى جهاديين من مالي والساحل الإفريقي .

عبد اللطيف العبيدي